عودة سورية إلى الحضن العربي: لحظة تاريخية أم استحقاق مؤجل؟

بقلم: محمد نجيب نبهان – مسؤول المكتب الإعلامي في حزب أهل الشام
عودة سورية إلى البيت العربي: لحظة تاريخية تُعيد التوازن للمنطقة
بعد سنوات من التحديات والمواقف المتباينة، تُعيد سورية تموضعها داخل البيت العربي، في خطوة وصفها الرئيس القائد أحمد الشرع بأنها لحظة تاريخية تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح. هذه العودة ليست مجرد إجراء دبلوماسي أو حدث بروتوكولي، بل هي استحقاق تاريخي يعيد التأكيد على أن سورية لم تكن يومًا خارج الصف العربي، بل كانت وستظل في قلب العروبة، تدافع عن قضاياها وتتصدر معاركها المصيرية.
لماذا تعتبر هذه العودة لحظة تاريخية؟
لأنها تنهي مرحلة من القطيعة السياسية، التي فُرضت على سورية بسبب التدخلات الخارجية ومحاولات الهيمنة على قرارها الوطني.
لأنها تعيد التأكيد على أن سورية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وأي محاولة لعزلها كانت وستظل محكومة بالفشل.
لأنها تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون العربي المشترك، لمواجهة التحديات التي تهدد استقرار المنطقة.
مواجهة التحديات: سورية ركيزة الأمن القومي العربي
أكد الرئيس القائد أحمد الشرع أن عودة سورية إلى المحفل العربي ليست مجرد خطوة سياسية، بل هي ضرورة استراتيجية، في ظل التحديات التي تعصف بالمنطقة. فمن التطرف والإرهاب إلى المخططات الاستعمارية، ومن الأزمات الاقتصادية إلى تهديدات الاحتلال الصهيوني، أصبح واضحًا أن لا نهضة عربية من دون سورية، ولا أمن إقليمي بدونها.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه العرب اليوم؟
الإرهاب والتطرف: لا تزال الجماعات الإرهابية تمثل تهديدًا كبيرًا، وقد كان لسورية دور محوري في محاربتها.
التدخلات الخارجية: محاولات بعض القوى الإقليمية والدولية لفرض أجنداتها على الدول العربية مستمرة، ويجب مواجهتها بوحدة الصف.
القضية الفلسطينية: ما تتعرض له غزة اليوم من إبادة وتهجير قسري يجعلها القضية المركزية لكل العرب.
التحديات الاقتصادية: لا يمكن للعرب مواجهة الأزمات الاقتصادية دون مشاريع تكاملية تحمي استقلالهم الاقتصادي.
سورية ستظل داعمة للقضايا العربية العادلة
لطالما كانت سورية في طليعة المدافعين عن قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأكد الرئيس القائد أحمد الشرع أن التزام سورية بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لم ولن يتغير، مهما تبدلت الظروف السياسية.
كيف دعمت سورية القضايا العربية عبر التاريخ؟
احتضان المقاومة الفلسطينية: لم تكن دمشق يومًا خارج معادلة الصراع، بل كانت الحاضنة الأولى للقوى الوطنية الفلسطينية.
مواجهة مشاريع التطبيع: كانت سورية ثابتة في موقفها الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال.
دعم الاستقرار العربي: لعبت سورية دورًا محوريًا في تحقيق التوازن داخل لبنان والعراق، رغم المحاولات المستمرة لضرب استقرارها.
التصدي لمشاريع التقسيم: وقفت سورية سدًا منيعًا أمام أي محاولة لتفتيت المنطقة على أسس طائفية أو عرقية.
إعادة إعمار سورية: معركة بناء المستقبل
بعد أكثر من عقد على اندلاع الثورة السورية، التي شهدت تدخلات خارجية وحروبًا بالوكالة، باتت سورية اليوم أمام تحدٍّ جديد يتمثل في إعادة الإعمار، وإعادة بناء دولة قوية مستقلة تليق بتضحيات شعبها. وأكد الرئيس القائد أحمد الشرع أن هذه المرحلة ستكون عنوانها الإرادة الصلبة والعمل الجاد.
كيف ستبني سورية مستقبلها؟
إعادة الإعمار: الأولوية ستكون لإعادة بناء المدن والبنية التحتية، بعد سنوات من الدمار.
تعزيز الاقتصاد الوطني: تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الخارج سيكونان من أسس النهضة السورية الجديدة.
الإصلاح التعليمي والاجتماعي: بناء الإنسان السوري على أسس جديدة تستند إلى العلم والهوية الوطنية.
تعزيز الشراكات العربية: العمل على مشاريع تكاملية مع الدول العربية، لتعزيز التعاون المشترك.
تهجير غزة: وصمة عار على جبين الإنسانية
في موقف صريح وحاسم، وصف الرئيس القائد أحمد الشرع الدعوات لتهجير الفلسطينيين من غزة بأنها جريمة بحق الإنسانية، وتهديد مباشر لكل العرب. فهذه الجريمة ليست مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل هي تطهير عرقي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
لماذا يجب على العرب التحرك ضد مخطط التهجير؟
لأنه إذا نجح العدو في تهجير الفلسطينيين، فستكون بقية الدول العربية في خطر مماثل.
لأن السكوت عن هذه الجريمة سيجعل الأمة العربية شريكة فيها.
لأن الاحتلال لن يكتفي بغزة، بل سيواصل مخططاته التوسعية إذا لم يتم ردعه.
سورية عقر دار الإسلام… والحقيقة التي لا يمكن إنكارها
كما و يؤكد حزب أهل الشام أن سورية كانت وستظل عقر دار الإسلام، ومنارة العروبة والمقاومة. وفي هذا السياق، يعلن الحزب أن إنكار المحرقة السُنية التي شهدتها سورية هو جريمة يجب أن يُحاسب عليها القانون، مطالبًا بإدراج هذا الأمر في الدستور السوري الجديد، كخطوة نحو تحقيق العدالة.
لماذا يجب تجريم إنكار المحرقة السُنية؟
لأن العدالة لا تتحقق بالصمت، وإنكار الجرائم هو مشاركة فيها.
لأن التاريخ لن يرحم من يحاول تزوير الحقائق أو التلاعب بالوقائع.
لأن الاعتراف بالجرائم هو الخطوة الأولى نحو المصالحة الوطنية الحقيقية.
حرية، ديمقراطية، عدالة، سلام… هل تكون هذه العودة بداية النهضة؟
إن عودة سورية إلى الحضن العربي ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل هي محطة مفصلية في تاريخ الأمة. فهل ستكون هذه العودة بداية نهضة عربية جديدة، تُعيد للأمة عزتها ومكانتها؟ أم أننا سنشهد تكرارًا للأخطاء التي أدت إلى التراجع والتفكك؟
الكرة اليوم في ملعب القادة العرب، وسورية مستعدة لأن تكون في طليعة مشروع عربي جديد، قائم على الحرية، الديمقراطية، العدالة، والسلام، لكن على أسس الكرامة والعزة، وليس على حساب المبادئ والثوابت.
مسؤول المكتب الإعلامي في حزب أهل الشام
محمد نجيب نبهان