سورية تتحدث عن نفسها

أنا المجدُ والعزُّ في راحتي
أنا ابنةُ عربٍ، أنا سوريّة.

أنا الشرقُ يكمنُ في مُقلتي
بمهدِ حضاراتهِ الماضية.

لِبنتي دمشقُ تُصانُ العهودُ
لآلِ أميّةَ تبقى هيَ.

ودرعا، أيا صورةً من فداء،
لكِ الروحُ تَرخصُ يا غالية.

وتدمرُ، إنْ حلَّ خطبُ الزمان،
ترى الخطبُ يهتفُ: زنوبيا!

بحمصَ العديةِ ابنُ الوليدِ،
وعاصٍ بها نفحةً باقية.

ونبضُ الشآمِ حماةُ الفداء،
وأيقونةُ الحُسنِ في خابيَة.

فكم من شهيدٍ بها قد أضاء
دروبَ الكفاحِ، وكم جالية!

وشهباءُ، ما ضاعَ فيكِ الهوى،
فأنتِ الهوى دُرّةً صافية.

لقلعةِ حلبٍ في ناظري
أهازيجُ من حُقبةٍ سامية.

وإدلبُ خضراءُ، أرضُ الشآم،
وزيتونُها شعلةٌ راسية.

وخاصرةُ الشرقِ في ساحلي،
وأمواجُهُ للسَنا عالية.

وطرطوسُ، يا صخرةً من بقاء،
على ساحلي قبلةً غافية.

إلى اللاذقيةِ عرِّجْ، ترَى
عُرسًا ترنّمَ في صدريَ.

وجبلةُ، يا بَسمةً في فمي،
لكِ القلبُ عند الوغى ألقِيَ.

لبانياسَ في مُقلتي الدموعُ،
تُراودُها فكرةٌ دامية.

بقامشلي العربِ مهدُ الأُلى،
وفي رقّةِ الحُسنِ أنغاميا.

وقلبُ الجزيرةِ في حسكتِي،
فهل من مراءٍ بأمجاديَ؟!

ونبضُ فؤادي في ديرِها،
وفي البوكمالِ أرى مجديَ.

وهذي السويداءُ في عرشِها،
تقولُ القنيطرةُ: ها هيَ!

وجولانُ، يا روحَ قلبيَ الأسير،
غدًا ستعودُ إلى حُضنيَ.

وأبنائي من كلِّ عِرقٍ ودين،
ولا فرقَ عندي لأبنائيَ.

أنا زهرةُ العربِ، رمزُ الفداء،
وأبطالُ حِطّينَ أبطاليَ.

وما هُنتُ يومًا لفُرسٍ وروم،
وما هانَ مَن كانَ من سوريّة

شعر مسؤول المكتب الإعلامي: محمد نجيب نبهان

Posted in: ثقافةTags: